شهر رمضان
رمضان هو الشهر الفضيل عند المسلمين، ووقت العبادة، وضبط النفس، والتقشف والإحسان. تحدث تغييرات في الروتين اليومي لأوقات الوجبات ويتمّ تناول أطعمة تقليدية خاصة خلال شهر رمضان.
يحدث الصيام خلال شهر رمضان عددًا من التأثيرات البدنية على جسمنا. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، يمكن أن تؤدي هذه التغييرات ونوع الدواء الذي يتلقونه لعلاج الحالة إلى انخفاض سكر الدم (انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم) وارتفاع سكر الدم (ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم).
يجيز لك القرآن ألّا تصوم إذا كنت تعاني من مرض أو حالة طبية. ويمكنك التفكير في التبرع ببعض الأموال لأعمال الخير كوسيلة بديلة للمشاركة في الصيام في شهر رمضان. ولكن إذا كنت تريد الصيام حقًا، تأكّد أن بإمكانك الصيام بأمان.
إذا كان لديك أي شك بشأن الطريقة التي ينبغي لك بها السيطرة على مرض السكري لديك وأنت صائم، فينبغي لك التحدّث إلى فريق رعاية السكري الخاص بك. قد توجد ظروف تُنصح فيها بعدم الصيام لأسبابٍ صحية.
المخاطر على مرضى السكري خلال شهر رمضان
بالنسبة لمرضى السكري، توجد العديد من المخاطر المحتملة المرتبطة بالصيام لفترة طويلة
من بينها-
- انخفاض سكر الدم (انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم)، وخاصة خلال الفترة الأخيرة من الصيام قبل الإفطار
- ارتفاع سكر الدم بشدة (ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم) بعد كل وجبة رئيسية
- الجفاف، ولا سيما في البلاد ذات ساعات الصيام الأطول والمناخ الحار
- زيادة الوزن بشكلٍ ملحوظ بسبب زيادة معدل تناول السعرات الحرارية وانخفاض النشاط البدني
- اختلال توازن الإلكتروليتات (المعادن في الجسم التي تشترك في العمليات الضرورية)
- الفشل الكلوي المفاجيء في الأشخاص المعرضين للجفاف، مثل كبار السن أو من يعانون من قصور في وظيفة الكلى
المشكلات الصحية خلال شهر رمضان
يحدث تغيير جذري في الأنماط الغذائية للمسلمين الصائمين خلال شهر رمضان
مقارنة بالشهور الأخرى من العام. وقد تحدث مشكلات صحية بسبب التغيير في
عادات تناول الطعام وقلة النشاط البدني. تشمل الأنماط غير الصحية الشائعة خلال شهر رمضان:
- تناول وجبات كبيرة جدًا في الإفطار (استهلاك أكثر من 1500 سعر حراري في كل وجبة)، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بعد تناول الطعام وزيادة الوزن.
- تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات عالية المعالجة (الكعك، البانيني) والسكربات في الإفطار أو بين الإفطار والسحور، مما قد يتسبب أيضًا في ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم.
- تناول الحلويات المليئة بالسكر بعد الإفطار، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بعد الوجبات.
- تناول الكثير من الوجبات الخفيفة الكبيرة بين الوجبتين الرئيسيتين، مما يمكن أن يساهم في ارتفاع مستويات الجلوكوز لفتراتٍ أطول.
- تناول الطعام بسرعة كبيرة، مما يؤدي عادةً إلى تناول الطعام بشراهة.
- تناول السحور في وقتٍ مبكرٍ، مما قد يؤدي إلى انخفاض سكر الدم قبل الإفطار، ولا سيما إذا كانت ساعات الصيام أطول من المعتاد.
- تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات عالية المؤشر الجلايسيمي في السحور، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بعد الوجبات.
- الأطعمة المقلية التي تُعدّ غير صحية بشكلٍ كبير، ولا سيما عند استخدام السمن النباتي الذي يحتوي على دهون متحولة أو الزيوت الغنية بالدهون المشبعة (على سبيل المثال زيت النخيل وزيت جوز الهند).
- يمكن أن تؤثر التغييرات في النشاط البدني وأنماط النوم على عملية الأيض وقد تؤدي إلى زيادة الوزن.
الحفاظ على الوزن وتقليل الوزن خلال شهر رمضان
ينبغي تجنب زيادة الوزن خلال شهر رمضان. قد يجد مرضى السكري ممن يعانون من الوزن الزائد أو السمنة أن شهر رمضان يتيح لهم فرصة جيدة لفقدان الوزن. وقد يؤدي فقدان الوزن إلى التحكم في مستوى الجلوكوز في الدم بشكلٍ أفضل وقد يقلل خطر إصابتك بمشكلاتٍ في القلب أو الأوعية الدموية. ينبغي لك التحكم في عدد السعرات الحرارية التي تتناولها والحفاظ عليها في نطاق القيم المستهدفة بناءً على طولك وجنسك، وذلك من أجل فقدان الوزن أو تجنب زيادة الوزن.
حددنا أدناه بعض التوجيهات لتساعدك في السيطرة على مرض السكري لديك خلال شهر رمضان حسب العلاج الذي تتبعه في الوقت الحالي:
المجموعة 1: إذا كنت تسيطر على مرض السكري لديك عن طريق النظام الغذائي وممارسة التمرينات
إذا كنت تسيطر على مرض السكري لديك عن طريق النظام الغذائي وممارسة التمرينات ولا تتلقى أي أدوية، طالما أنك مستمر في الحرص على نظامك الغذائي، فيمكنك الصيام بأمان خلال شهر رمضان. وإذا كنت تعاني من الوزن الزائد، فيمكنك فقدان الوزن خلال شهر رمضان مما سيساعدك في تحسين الطريقة التي تسيطر بها على مستويات الجلوكوز في دمك. ألق نظرة على مصدر النصائح الغذائية من أجل رمضان للحصول على مزيد من المعلومات حول الطريقة التي يمكنك بها الحفاظ على نظام غذائي صحي خلال شهر رمضان.
المجموعة 2: إذا كنت تسيطر على مرض السكري لديك عن طريق النظام الغذائي، وممارسة التمرينات والأقراص
من المهم لك اتباع نفس التوجيهات الخاصة بالمجموعة 1 فيما يخصّ النظام الغذائي والراحة.
ستختلف نصائح الصيام قليلًا حسب دواء مرض السكري الذي تتلقاه. وقد تحتاج إلى تعديل دوائك حسب أعراضك ومستويات الجلوكوز في دمك. ينبغي لك مناقشة أي تغييرات في دوائك مع فريق رعاية السكري الخاص بك.
يمكن عادةً الاستمرار في تلقي ميتفورمين أو أكاربوز دون مشكلاتٍ. ومع ذلك، إذا كنت تتلقى أقراص ميتفورمين أو أكاربوز وتشعر أنك لست في صحة جيدة وأنت صائم، قد تُنصح بتقليل الجرعة أو تغيير وقت تلقيهما. من المفيد أن تتلقى إحدى جرعاتك وقت الإفطار كي تعطي مفعولها وأنت تتناول الطعام.
إذا كنت تتلقى أقراص سلفونيليوريا (مثل غليكلازايد) أو منظم الجلوكوز قبل تناول الطعام ("جلينيد")، كن على علم أن بإمكانها التسبب في انخفاض السكر في الدم (انخفاض سكر الدم) وأنت صائم، مما قد يشعرك بالمرض. وينبغي عدم تلقيها خلال ساعات الصيام ولكن يمكنك تلقي جرعة وأنت تتناول الطعام، في الإفطار على سبيل المثال.
لا تتسبب أقراص بايوجليتازون في انخفاض سكر الدم عند تلقيها وحدها وعادةً ما تؤخذ مرة واحدة في اليوم في الصباح. إذا كنت تشعر أنك لست في صحة جيدة وأنت صائم، فقد ترغب في تلقيها في الإفطار.
مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز-4 (تُعرف أيضًا بـ جليبتينز) لا تتسبب بشكلٍ عام في انخفاض الجلوكوز (انخفاض سكر الدم) بمفردها. بالإضافة إلى ذلك ونظرًا لأنها تؤخذ مرة يوميًا، فيمكنك الاستمرار في تناولها حسب المعتاد أو يمكنك تناولها مع الطعام، في الإفطار على سبيل المثال، إذا كان ذلك أسهل.
مثبطات SGLT2 لا تتسبب بشكلٍ عام في انخفاض الجلوكوز (انخفاض سكر الدم) بمفردها، لذلك يمكنك الاستمرار في تناولها حسب المعتاد، أو تناول جرعة مخفضة أو تناولها مع الطعام، في الإفطار على سبيل المثال، إن كان ذلك أسهل.
حقن غير الأنسولين لا تتسبب في انخفاض الجلوكوز (انخفاض سكر الدم) بمفردها، لذلك قد يكون من الممكن الاستمرار في تلقيها طالما كنت تراقب مستويات الجلوكوز في دمك بدقة. إلّا أنها يمكن أن تسبب الغثيان. ستعتمد إمكانية استمرارك على هذه الحقن من عدمها على مستويات الجلوكوز في دمك وأعراضك.
إذا كان لديك أي شكٍ بشأن ما يتعين عليك القيام به حيال أقراصك أو حقنك في وقت الصيام، فناقش هذا مع فريق رعاية السكري الخاص بك.
فحص مستوى الجلوكوز في دمك عند تناول الأقراص والصيام
عندما تتناول أقراصًا يمكنها التسبب في انخفاض الجلوكوز (انخفاض سكر الدم)، من الجيد فحص مستوى الجلوكوز في دمك في كثيرٍ من الأحيان عند الصيام للتأكّد من أن المستوى لا يرتفع كثيرًا، أعلى من 180 مجم/ديسيلتر (10 مليمول/لتر)، أو ينخفض كثيرًا، أقل من 72 مجم/ديسيلتر (4 مليمول/لتر).
إذا كانت نتائجك تقلقك ولم تكن متأكدًا مما يتعين عليك القيام به، فتواصل مع فريق رعاية السكري الخاص بك من أجل النصيحة.
المجموعة 3: إذا كنت تسيطر على مرض السكري لديك بتلقي الأنسولين (مع أقراص أو دونها)
من المهم لك اتباع نفس التوجيهات الخاصة بالأشخاص المنتمين إلى المجموعة 1 فيما يخصّ النظام الغذائي والراحة.
إذا كنت تدير مرض السكري لديك بالأنسولين، فمن المهم أن تعرف ما يتعين عليك القيام به وأنت صائم لتتجنب ارتفاع سكر الدم - الجلوكوز لأكثر من 180 مجم/ديسيلتر (10 مليمول/لتر) أو انخفاض سكر الدم - الجلوكوز لأقل من 72 مجم/ديسيلتر (4 مليمول/لتر). يجب عليك فحص مستوى الجلوكوز في دمك بشكلٍ متكررٍ لضمان أنه مستقر في النطاق الطبيعي.
بشكلٍ عام، ستحتاج أنسولين أقل بكثير وأنت صائم وستحتاج المزيد خلال الساعات التي تتناول فيها الطعام. إذا لم تعدل نظام الأنسولين الخاص بك، فستكون معرضًا لخطر انخفاض سكر الدم خلال ساعات الصيام.
أنسولين سريع المفعول
تقدم الأنسولينات سريعة المفعول (مثل هومولوج ونوفورابيد) التي يتمّ تلقيها إلى جانب الأنسولينات طويلة المفعول نظام أنسولين أكثر مرونة، مما يسهل تبديل الجرعات وتغيير أوقات الحقن. قد ينصحك فريق رعاية السكري الخاص بك بالتغيير إلى أنسولين سريع المفعول كي تحقنه عند تناول الطعام فقط.
الأنسولين متوسط وطويل المفعول
عادةً ما تُستخدم أنسولينات متوسطة وطويلة المفعول (مثل لانتوس أو هيومولين I) بمفردها أو إلى جانب أنسولينات سريعة المفعول. قد تحتاج إلى تخفيض جرعة الأنسولين طويل المفعول إذا كنت صائمًا.
الأنسولين المخلوط مسبقًا
لا يوصى عادةً بالأنسولينات المخلوطة مسبقًا (مثل نوفومكس أو هيومولين M3) خلال فترات الصيام. إذا استمررت في استخدام هذه الأنسولينات، فمن المحتمل أنك ستضطر إلى تعديل الأوقات والجرعات حتى تتناول أنسولينك دائمًا بالتزامن مع تناول الطعام.
ستحتاج إلى مناقشة أي تغييرات في نظام الأنسولين الخاص بك مع فريق رعاية السكري الخاص بك، لذلك تأكّد من التواصل معهم من أجل الحصول على النصائح الجيدة قبل رمضان القادم.
بعض نصائح السلامة
- احتفظ دائمًا بأدوية السكري معك.
- احتفظ دائمًا بتعريف يدل على أنك مريض بالسكري، مثل الإسورة الطبية.
- افحص دمك بانتظام لمراقبة مستويات الجلوكوز. لن يتسبب هذا في إفساد صيامك.
- افحص مستوى الجلوكوز في دمك إذا كنت تشعر أنك لست بصحة جيدة خلال الصيام.
- إذا كان مستوى الجلوكوز في دمك مرتفعًا أو منخفضًا، فيجب عليك علاج ذلك.
- إذا كان مستوى الجلوكوز في دمك أقل من 72 مجم/ديسيلتر (4 مليمول/لتر)، أنهِ الصيام على الفور وعالج انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم.
- إذا كان مستوى الجلوكوز في دمك 72 مجم/ديسيلتر (4 مليمول/لتر) في بداية الصيام وأنت تتلقى أنسولين أو غليكلازايد، فلا تصم.
- إذا كان مستوى الجلوكوز في دمك أعلى من 288 مجم/ديسيلتر (16 مليمول/لتر)، أنهِ الصيام على الفور. وإذا كنت تتلقى أنسولين، فقد تحتاج إلى تلقي جرعة تصحيحية.
- إذا أصبت بالجفاف، أنهِ الصيام على الفور واشرب كوبًا من الماء.
- إذا بدأت تشعر أنك لست في صحةٍ جيدة ومشوش ومرتبك أو إذا شعرت بالإعياء أو الإغماء، فتوقف عن الصيام واشرب كوبًا من الماء أو سائل آخر.
- ينبغي لك عدم التوقف عن تلقي الأنسولين، ولكن يجب عليك الحديث إلى طبيبك لأنك قد تحتاج إلى تغيير جرعة حقن الأنسولين وأوقاتها.