مرض السكري والنوم
إلى أي مدى يؤثر النوم في مرض السكري؟
أظهرت الأبحاث أن هناك صلة بين مرض السكري وعدم الحصول على نوم جيد ليلاً. فقد تجد أنك تواجه صعوبات في النوم، أو البقاء نائمًا، أو أنك تنام لفترة طويلة للغاية.
يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 أو التسبب في حدوث مزيد من المشكلات إذا كنت مصابًا به بالفعل. فما السبب إذن وراء ذلك؟
ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم
إذا كنت متعبًا، فإن الهرمون الذي ينظم مستوى السكر في الدم، وهو الأنسولين، لا يعمل أيضًا. كما أن الهرمونات الأخرى التي ينتجها جسمك عندما تكون متوترًا تؤثر في طريقة كيفية عمل الأنسولين، لذلك يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم.
إذا كنت متعبًا في أثناء النهار، فمن الشائع تعويض قلة النوم من خلال تناول الطعام للحصول على دفعة من الطاقة. ويمكن أن يقودك هذا إلى تناول أكثر من المعتاد أو تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مثل الوجبات الخفيفة السكرية والكربوهيدرات، للحصول على الطاقة التي يبحث عنها جسمك. ويمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم.
وتزيد قلة النوم أيضًا من خطر الإصابة بالسمنة، وبالتالي فإن زيادة الوزن أو السمنة تزيد أيضًا من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
كيف يمكن أن يؤثر مرض السكري في نمط النوم؟
ما لم تكن مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة للغاية أو منخفضة للغاية (نقص السكر)، فمن غير المرجح أن تؤثر في أنماط نومك.
ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم
إذا كانت مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة للغاية؛
انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم
يمكن أن يؤثر انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم أيضًا في نمط نومك. فإذا كنت تستخدم الأنسولين أو السلفونيل يوريا (أقراص تحمل أسماء مثل غليكلازيد)، فقد تكون عرضة لخطر انخفاض مستويات الجلوكوز (نقص سكر الدم أو "نقص السكر"). وإذا كنت تعاني من نقص سكر الدم (الجلوكوز في الدم أقل من 72 ملغ/ ديسيلتر) في أثناء النوم، فغالبًا ما يوقظك ذلك، وقد تشعر بالتعرق والرعشة والجوع.
سيؤثر الانخفاض المزمن في مستويات الجلوكوز في الدم بين عشية وضحاها في نوعية نومك. وإذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بنقص السكر بين عشية وضحاها، فمن المهم أن تحتفظ بمقياس جلوكوز الدم وعلاج نقص السكر بجانب سريرك. وإذا كنت تعاني من نقص منتظم خلال الليل، يجب عليك التحدث إلى فريق الرعاية الصحية الخاص بك حيث قد تحتاج إلى تعديل علاج مرض السكري الخاص بك.
حالات النوم المتعلقة بمرض السكري
هناك بعض اضطرابات النوم المرتبطة بمرض السكري. وتشمل هذه الاضطرابات:
-
توقف التنفس في أثناء النوم
تؤثر هذه حالة على تنفسك في أثناء النوم وتتميز بالشخير بصوت عالٍ وتوقف في التنفس. ويمكن أن يكون هذا بسبب الوزن الزائد الذي يتسبب في تراكم رواسب الدهون في مجرى الهواء العلوي الذي يعوق مجرى الهواء.
تحدث إلى طبيبك أو فريق الرعاية الصحية الخاص بك إذا كان هذا يؤثر عليك. ويمكن أن يساعد فقدان الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، وهناك علاجات مثل ارتداء جهاز التنفس عند النوم، والذي يوفر الأكسجين في مجرى الهواء.
-
متلازمة تململ الساقين (RLS)
يمكن وصف هذه الحالة على أنها إحساس بالزحف أو الحكة أو الوخز في ساقيك، والذي يحدث عندما تكون مستريحًا. يتسبب هذا الشعور في تحريك ساقيك باستمرار، مما يجعل من الصعب عليك النوم أو الاستمرار في النوم.
وهناك عدد من الأشياء التي يمكن أن تسبب متلازمة تململ الساقين، ويشمل ذلك ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم ونقص الحديد ووجود مشكلات في الكلى أو الغدة الدرقية. ويمكن أن يسبب التدخين والكافيين أيضًا الإصابة بمتلازمة تململ الساق (RLS). ويمكن أن يساعدك التمرين المنتظم وتدليك الساقين واستخدام قطعة قماش باردة، لكن تحدث إلى طبيبك أو فريق الرعاية الصحية إذا استمر هذا في التأثير عليك.
هل ثمة شيء يمكنني القيام به لأساعد نفسي على النوم بشكل أفضل؟
هناك عدد من الأمور التي يمكنك القيام بها لمساعدتك في الحصول على نوم أفضل ليلاً، تشمل ما يلي:
المحافظة على مستوى الجلوكوز في الدم لديك تحت السيطرة:
للأسباب التي ناقشناها أعلاه، فإن هذا عامل مهم للغاية في تحسين نومك.
تجنب استعمال جميع الأجهزة الإلكترونية:
يمنع الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة (بما في ذلك أجهزة التلفزيون) الإنتاج الطبيعي لمادة الميلاتونين - الهرمون الذي تحتاج إلى كي تشعر بالنعاس - ويعطل دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية لجسمك، الأمر الذي يجعل من الصعب عليك النوم والاستمرار في النوم.
تجنب نوم القيلولة:
إذا كنت تأخذ قيلولة في أثناء النهار، فهذا يعطل نمط نومك ويمكن أن يمنعك من النوم عندما تذهب إلى الفراش.
الابتعاد عن المنشطات:
الكافيين والتدخين والعمل وممارسة الرياضة في وقت متأخر من الليل كلها تحفز الجسم، مما يجعل النوم أكثر صعوبة.
اتباع نظام وتنفيذه:
الحصول على وقت منتظم عند الاستيقاظ والنوم سيحول إيقاع جسمك إلى إيقاع طبيعي.
عليك بالهدوء:
قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة في الفراش يمكن أن يساعد في تهدئة عقلك وأفكارك.
التخلص المشتتات:
اجعل هاتفك في الوضع الصامت أو اتركه في غرفة مختلفة حتى لا تزعجك الإشعارات. وإذا كنت تستخدمه كمنبه، فإن الأمر يستحق الاستثمار في ساعة منبه حتى تتمكن من الابتعاد تمامًا عن أي مشتتات.
أداء بعض النشاط البدني:
حاول القيام ببعض النشاط البدني أثناء النهار لأنه يعزز النوم بشكل أفضل في الليل.
ردرجة حرارة الغرفة:
تأكد من أن غرفتك ليست دافئة وجيدة التهوية.